هل تريد أن تكون محبوباً لدى الناس ...

إن المسلم الذي
يريد أن يكون مؤثّراً في غيره فيكسبه إلى جانبه ، يجب عليه أن يطابق قوله
مع فعله ، وظاهرُه مع باطنه ، لأن من يدل الناس إلى الخير والفضيلة ، ولكن
تصرّفاته سيئة وسلوه مشين ، فلن يجني من علاقته إلا الصدود والبعد عنه .







إن الصبر والحلم من الصفات الضروريّة للإنسان حتى يستطيع كسب الناس
ويلتقون حوله ويستمعون له. وعكس ذلك الشدّة فإنها أبداً لا تأتي بخير ،
بعكس ما يتصوّره البعض ، لأن من يعامل النّاس بالقسوة والشدّة والغلظة حتى
يجعلهم كأنهم له أنداداً ، فيصبح مثلهم ويفقد تأثيره عليهم ، وذلك يناقض
السلوك القرآني والنبوي في الحلم والصفح .






التواضع خلق عظيم من الأخلاق التي يجب أن يتحلّى بها المسلم ، فبالتواضع
تفتح القلوب الغلف وبالتواضع يجذب ويحبب الناس إلى نفسه وبه يكون محبوباً
بين أصدقائه وفي مجتمعه ، وبه يؤثر في الناس ويفرض عليهم إحترامه وتقديره
، ويحبون مؤاخاته وتقوية العلاقة معه .





إنّ
حسن الإستقبال وطيب الكلام وبشاشة الوجه هي من وسائل كسب القلوب وفرض
المحبة والأخوة ، لأن الوجه هو عبارة عن المرآة التي تعكس ما هو موجود في
داخل أعماق الإنسان فإذا كان الوجه طليقاً بشوشاً كان موحياً بالمحبة في
نفس المقابل .

أما إن كان عبوساً مظلماً فلا شك أنه يوحي في قلب المقابل بالضيق
والاشمئزاز وعدم الإنشراح. لذلك المسلم يجب عليه أن يكون دوماً ذا وجه
طليق ولو كان بالتصنّع والتكلّف على سبيل التمرّن والتدرّب والتكيّف لأن
الطبع بالتطبّع .






ولكي
تكسب محبة غيرك عليك إحترامه والاهتمام به وحسن إستقباله ومن أهم مظاهر
ذلك : طيب الكلام فهو أيضاً من الأمور المهمة والصفات اللازمة للإنسان لأن
الكلام هو وسيلة للاتصال بالناس وإيصال ما يريد إليهم ، فإن كان الكلام
طيباً ليناً هادئاً واضحاً استطاع الإنسان كسب قلوب مخاطبيه والتأثير فيهم
.

ومن هنا كان حث الله تعالى أنبياءه ورسله الكرام عليهم السلام بلين الكلام
وطيبه ، فعندما أرسل موسى وهارون إلى فرعون أوصاهما سبحانه وتعالى فقال :
(فَقُوْلا لَهُ قَوْلاً لَيِّـنَـاً لَعَـلَّـهُ يَـتـَذَكّرُ أو يَخْشَى)
.